السياسة, دولي, الدول العربية

انتفاضة الصائمين.. إسرائيل تتوحش و"الأقصى" يصمد والمقاومة تتوعد (محصلة)

وخطط آلاف المستوطنين لاقتحام المسجد، الإثنين، لكن التواجد المكثف للفلسطينيين حال دون موافقة الشرطة على الاقتحام.

10.05.2021 - محدث : 10.05.2021
انتفاضة الصائمين.. إسرائيل تتوحش و"الأقصى" يصمد والمقاومة تتوعد (محصلة)

Quds

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

- المصلون منعوا مستوطنين من اقتحام المسجد والشرطة اقتحمت ساحاته.. أكثر من 305 إصابات بين الفلسطينيين بينها 7 خطيرة جدا
- الاقتحام يتسبب باحتراق مصاحف وتحطيم أثاث والشرطة تهشم زجاج نوافذ في الأقصى لإطلاق رصاص معدني وقنابل صوت وقنابل غاز مسيل للدموع على المعتكفين
- الشرطة اضطرت للتراجع وآلاف الفلسطينيين عادوا إلى الأقصى مهللين مكبرين وسارعوا إلى تنظيف ساحاته من آثار الحجارة والقنابل وغيرها
- الشرطة تعتدي بـ"وحشية" على مصور الأناضول بالقدس وتصيب مصورا آخر للوكالة برصاصة مطاطية في صدره بينما كان يحاول إسعاف مُسعف مُصاب
- خطيب الأقصى: الاحتلال ارتكب مجزرة غير مسبوقة في الأقصى منذ 1967 بأمر نتنياهو إرضاء للمستوطنين ليبقى في رئاسة الوزراء
- مستوطنون يحتشدون في مسيرات لاقتحام الأقصى.. وحركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تتوعدان إسرائيل بـ"رد رادع"

يسود هدوء مشوب بالحذر المسجد الأقصى ومحيطه في مدينة القدس المحتلة، بعد أن منع فلسطينيون، صباح الإثنين، مستوطنين إسرائيليين من اقتحامه، فيما توعدت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بالرد على هذا "الاعتداء الإرهابي" من جانب الاحتلال الإسرائيلي.

وخطط آلاف المستوطنين لاقتحام المسجد، الإثنين، لكن التواجد المكثف للفلسطينيين حال دون موافقة الشرطة على الاقتحام.

وأطلقت شرطة الاحتلال وابلا من قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط تجاه آلاف من الفلسطينيين احتشدوا في المسجد منذ ما قبل صلاة الفجر.

ورد الفلسطينيون بإلقاء الحجارة على الشرطة، التي لاحقت المصلين في ساحات المسجد، وأجبرت عددا كبيرا منهم على مغادرته، فيما حاصرت المئات في المصلى القبلي وقبة الصخرة والمصلى المرواني، واعتقلت عددا من المصلين.

وأفاد مراسل الأناضول وشهود عيان باحتراق مصاحف وتحطيم أثاث، بالإضافة إلى قيام الشرطة بتهشيم زجاج نوافذ في المسجد، لإطلاق رصاص معدني وقنابل صوت وقنابل غاز على المعتكفين داخل الأقصى.

وبعد ساعات من الكر والفر بين الصائمين والشرطة، انسحبت الأخيرة، وعاد آلاف الفلسطينيين إلى الأقصى، مهللين مكبرين (الله أكبر)، وسارعوا إلى تنظيف ساحاته من آثار الحجارة والقنابل وغيرها.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إنه سجل أكثر من 305 إصابات لفلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في الأقصى ومحيط البلدة القديمة، بينها 7 إصابات خطيرة جدا، إضافة إلى إصابة مسعفين. فيما قالت شرطة الاحتلال إن 9 من أفرادها أصيبوا.

** اعتداء على مصوري الأناضول

ووفق شهود عيان، اعتدت شرطة الاحتلال بشكل "وحشي" على مصلين ومسعفين ومصورين صحفيين.

وقال مصور وكالة الأناضول بالقدس المحتلة، فايز أبو رميلة، إنه تعرض الإثنين لـ"اعتداء وحشي" من قوات الاحتلال أثناء تغطيته للمواجهات.

وأوضح أبو رميلة: "وضعوني في زاوية واعتدوا عليَّ بأعقاب البنادق والهراوات والأيدي والأرجل (..) وضعوني تحت أقدامهم على الأرض.. أخبرتهم أنّي صحفي، إلا أنهم استمروا بضربي في كل مكان من جسدي".

كما أصيب مصور الأناضول الآخر بالمدينة، مصطفى خاروف، برصاصة مطاطية في صدره، بينما كان يحاول إسعاف مُسعف مُصاب.

** مجزرة بأمر نتنياهو

وقال خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، في تصريح للأناضول، إن "قوات الاحتلال ارتكبت صباح اليوم (الإثنين) مجزرة في المسجد الأقصى بأمر (بنيامين) نتنياهو إرضاء للمستوطنين، ليبقى في رئاسة الوزراء".

وشدد على أن "استباحة المسجد الأقصى، التي جرت منذ ساعات الصباح، لم تحصل منذ عام 1967"، وهي "جريمة نكراء لا يمكن السكوت عليها".

وأردف أن "قناصة جنود الاحتلال استهدفوا الرأس والعين" في اعتدائهم على المصلين الصائمين في المسجد.

** مسيرات استفزازية

وتمهيدا لمحاولة اقتحام جديدة للمسجد الأقصى، نظّم مستوطنون مسيرات صغيرة بمحيط البلدة القديمة، استعدادا لمسيرة أكبر يُتوقع أن يشارك فيها الآلاف، بمناسبة ضم مدينة القدس الشرقية المحتلة عام 1981، وفق التقويم العبري، بحسب شهود عيان.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) أن الشرطة قررت أن تمر مسيرة المستوطنين من منطقة باب العامود بالقدس القديمة.

وعادة ما تمر هذه المسيرات من "باب العامود"، ثم الحي الإسلامي في البلدة القديمة، وصولا إلى حائط البراق، الذي يسميه الإسرائيليون "حائط المبكى".

وقال شهود عيان للأناضول إن مئات الفلسطينيين احتشدوا في "باب العامود" للتصدي لمسيرات المستوطنين.

** "حماس" و"الجهاد" تتوعدان

من جانبه، حَمَّلَ إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، في بيان، الإثنين، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات عدوانها على المسجد الأقصى.

وتوعد هنية إسرائيل بأن "المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث في مدينة القدس المحتلة، وكلمة المقاومة ستكون الفاصلة في المعركة ما لم يتراجع الاحتلال".

كما توعد محمد حمادة، الناطق باسم الحركة عن مدينة القدس، في بيان، "إسرائيل، بـ"دفع الثمن غاليًا"؛ جراء اقتحام قواتها الأقصى والاعتداء على المعتكفين داخله، مشددا على أن تل أبيب تشن "حربا دينية" على الفلسطينيين.

وتعهدت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان، بأن "الاعتداء الإرهابي" الإسرائيلي على الأقصى "لن يمر دون رد رادع"، فيما نددت بـ"صمت أنظمة التطبيع" العربية.

وتقيم 6 دول عربية علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، هي: مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

ودعت "الجهاد" إلى "تصعيد الانتفاضة، تلبية لصيحات ونداءات أهلنا المستضعفين في المسجد الأقصى ونحث الكل الفلسطيني على مؤازرة المقدسيين، والاشتباك مع العدو في كل نقاط التماس والمواجهة".

وحثت الحركة سكان القدس على "المزيد من الصمود أمام العدوان الصهيوني، ومواصلة الرباط في المسجد الأقصى، لإفشال مخططات العدو".

ومنذ بداية شهر رمضان المبارك، في 13 أبريل/ نيسان الماضي، تشهد القدس اعتداءات متصاعدة من جانب الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، خاصة في محيط المسجد الأقصى و"باب العامود" وحي "الشيخ جراح"، ما أسفر عن إصابة مئات الفلسطينيين، بينهم حالات خطرة، واعتقال العشرات.

ويشكو الفلسطينيون من عمليات إسرائيلية مكثفة ومستمرة لطمس هوية القدس و"تهويدها"، حيث تزعم إسرائيل أن المدينة، بشطريها الغربي والشرقي، "عاصمة موحدة وأبدية لها".

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في 1981.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın