الدول العربية

الجزائر.. وضع الرئيس الصحي لم يعد يصنع الحدث

بعد تأجيل زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى الجزائر

Abdel Razek Abdallah  | 27.02.2017 - محدث : 27.02.2017
الجزائر.. وضع الرئيس الصحي لم يعد يصنع الحدث

Algeria

الجزائر/ عبد الرزاق بن عبد الله/ الأناضول

فاجأ قرار تأجيل زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى الجزائر، الإثنين الماضي، بسبب مانع صحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الكثيرين في البلاد، لكنه لم يخلف كالعادة جدلا حول الوضع الصحي للرئيس.

وأعلنت الرئاسة الجزائرية، الإثنين الماضي، بشكل "مفاجئ"، تأجيل زيارة ميركل، إلى الجزائر "باتفاق مشترك بين سلطات البلدين، بسبب التعذر المؤقت لبوتفليقة، المتواجد بإقامته في الجزائر، إثر التهاب حاد للشعب الهوائية".

وأمس الأحد، أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة "على ما يرام". وقال جمال ولد عباس: "صحة الرئيس جيدة ويواصل نشاطاته بشكل طبيعي"، حسبما نقلت عنه الوكالة الرسمية.

وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن إلغاء زيارة لقائد سياسي أجنبي إلى الجزائر بسبب "الوضع الصحي للرئيس" رغم أن البلاد تستقبل بشكل مكثف قادة ومسؤولين من مختلف المستويات خلال السنوات الأخيرة، ويستقبل الرئيس بوتفليقة أغلبهم.

وفاجأ هذا القرار الكثيرين، لكنه لم يعد إلى الواجهة الإعلامية ذلك الجدل القديم حول "الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة"، باستثناء ظهور نقاش من نوع خاص على شبكات التواصل الاجتماعي غلب عليه طابع السخرية ويدور حول أثر ذلك على سمعة البلاد.

وغابت التعليقات السياسية حتى من المعارضة في البلاد حول قرار إلغاء زيارة ميركل وعلاقته بالوضع الصحي للرئيس، رغم أنها (المعارضة) إلى وقت قريب كانت تدعو في كل مرة إلى انتخابات رئاسية مبكرة بسبب "عجز الرئيس".

ويعاني الرئيس الجزائري (79 سنة) من متاعب صحية منذ تعرضه لجلطة دماغية في أبريل/ نيسان 2013، أفقدته القدرة على الحركة.

وبعد عودته للبلاد في يوليو/تموز من السنة نفسها، مارس بوتفليقة مهامه وإلى غاية اليوم في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي، إلى جانب خرجات محدودة إلى العاصمة لتدشين مشاريع، أو في مناسبات وطنية دون القيام بنشاط يتطلب جهدًا بدنيًا بحكم أنه ما زال يتنقل على كرسي متحرك.

ويتنقل بوتفليقة، بشكل دوري إلى مستشفيات فرنسية وسويسرية، لإجراء فحوص طبية بعد الوعكة الصحية.

وكانت آخر مرة تنقل فيها للعلاج في الخارج منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، حيث قضى قرابة الأسبوع في عيادة خاصة بمدينة غرونوبل الفرنسية، قالت الرئاسة إنه "أجرى خلالها فحوصات طبية دورية".

ويصاحب هذه الرحلات العلاجية للرئيس الجزائري في كل مرة أيضا جدل داخلي حول وضعه الصحي لكن هذا الوضع بدأ يتلاشى تدريجيا خلال الأشهر الأخيرة.

وقال علي بن فليس، رئيس الحكومة الأسبق (2000/2003)، والمنافس الأبرز للرئيس بوتفليقة في انتخابات 2004، و2014، بشأن القضية "ما أعرفه عن صحة الرئيس يعلمه كل الجزائريين وذلك عن طريق ما ينشر عبر بيانات رئاسة الجمهورية" وذلك في حوار مع موقع "كل شيء عن الجزائر" (خاص) الخميس.

وأوضح هذا السياسي الذي ظل يصرح بوجود "فراغ في منصب الرئيس" أن "قوى غير دستورية أحكمت قبضتها على المؤسسات، والدولة غائبة، والدليل أن عشرة قرارات صدرت مؤخرا قبل أن يتم إلغاؤها".

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي على الأنترنيت تراوحت التعليقات بشأن تأجيل الزيارة بين الحديث عن "تلطيخ سمعة الجزائر دوليا" بسبب القرار، وأخرى "ساخرة" ربطت بين طلب الجانب الجزائري إرجاء الزيارة وما تشهده الإدارة العامة في البلاد من جمود.

وانتشر على نطاق واسع تعبير شعبي يقول "حتى ميركل قالوا لها ولي غدوا (حتى ميركل طلبوا منها العودة غدا)" في إسقاط على حديث للمواطنين عن ثقل الإجراءات الإدارية في عدة ملفات.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın