تركيا

منذ القرن الـ19.. الهلال الأحمر التركي يد حانية تمسح دموع الضعفاء

من مجاعة البطاطس في إيرلندا إلى أدغال إفريقيا

Suhib Mohammad Nemed Abed  | 27.02.2017 - محدث : 27.02.2017
منذ القرن الـ19.. الهلال الأحمر التركي يد حانية تمسح دموع الضعفاء

Istanbul

اسطنبول/ صهيب قلالوة/ الأناضول

ظلَّ الهلال الأحمر التركي منذ تأسيسه في عصر الدولة العثمانية في 11 حزيران/ يونيو عام 1868، وحتى يومنا هذا يداً حانية تمتد لكافة اللاجئين والمنكوبين في العالم بالدعم الإنساني والإغاثي اللازم لتخفيف معاناتهم.

وعلى مدى سنوات امتدّت نشاطات الهلال الأحمر التركي الذي يوصف بأنه أكبر منظمة إنسانية في البلاد، من دول الشرق الأوسط، إلى إفريقيا، ودول البلقان، والعديد من الدول الأوروبية كإنجلترا وإيرلندا واليونان، حتى وصلت إلى نحو 138 بلداً حول العالم.

لم يشمل الدعم الإنساني التركي فئة دون غيرها، إذ وصل للنازحين واللاجئين في المناطق التي تشهد الحروب الطاحنة، أو التي تضررت نتيجة الكوارث الطبيعية، أو تلك المناطق التي تعيش في فقر مدقع كبعض الدول الأفريقية.

"كرم قنق"، رئيس منظمة الهلال الأحمر التركي، أكد في تصريح للأناضول في مدينة إسطنبول، أنه" منذ 149 عاماً، والهلال الأحمر التركي يقوم بتقديم المساعدة ومدّ يد العون للمظلومين في الكثير من مناطق العالم المختلفة، وهذا الشيء لم يكن وليد اللحظة بالنسبة لنا".

وكشف قنق عن تقديم الهلال الأحمر التركي المساعدات الإنسانية والإغاثية للاجئين الجزائريين في تونس، موضحا "تركزت مساعداتنا بين عامي 1958 إلى عام 1962 (خلال فترة حرب الإستقلال في الجزائر)".

وأكد أن الهلال الأحمر لم يتخلَّ عن أية دولة عانت من مشاكل إنسانية أو إغاثية، وأن نشاطاته شملت معظم دول الشرق الأوسط، إذ تم إرسال العديد من المساعدات إلى مصر وسوريا وليبيا والعراق خلال حرب الخليج.

وقال قنق :" خلال القرن التاسع عشر، كانت في إيرلندا مجاعة "البطاطس"، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إنجلترا، وأسفرت المجاعات حينها عن وفاة مليون إنسان، وأرسلت تركيا في ذلك الوقت نحو خمسة سفن محملة بالمساعدات كالطحين والقمح".

وأضاف :" أما في أربيعينيات القرن الماضي، وأثناء الحرب العالمية الثانية، احتلت القوات النازية اليونان، وحاصرت بريطانيا حينها القوات النازية هناك لإسقاط الإحتلال النازي، وطرده منها، وكانت اليونان حينها تعاني من أزمة حادة من نقص المواد الغذائية، أسفرت عن وفاة نحو 300 ألف شخص، ما دفع الهلال الأحمر التركي، إلى إرسال خمسة سفن مساعدات غذائية إلى أثينا، وليس غريباً على الشعب التركي أن يجمع كل هذه المساعدات وإرسالها إلى اليونان، مع العلم أنهم كانوا بمثابة العدو قبل عشرين سنة".

وتشير وثائق أرشيفية حصلت عليها الاناضول من الهلال الأحمر التركي، تعود للخمسينيات من القرن الماضي، إلى أن حجم الدعم الإنساني والإغاثي الذي قدمته تركيا للاجئين الجزائريين في تونس، إبان حرب الاستقلال بلغت نحو نصف مليون ليرة تركية (110.615 دولار).

وبحسب الوثائق، جرى تقديم مساعدات عينية للاجئين الجزائريين في تونس والمغرب عام 1959، بقيمة بلغت نحو 33.323.50 ليرة تركية (11.901 دولار في ذلك الوقت)، ومساعدة نقدية بقيمة 188.437.32 ليرة تركية (67.298 دولار في ذلك الوقت).

في عام 1961، قد الهلال الأحمر التركي مساعدات غذائية ودوائية للاجئين الجزائريين في تونس والمغرب، بقيمة وصلت إلى نحو 18.529.19 ليرة تركية (2000 دولار في ذلك الوقت)، وفي العام نفسه تم إرسال مساعدة نقدية بقيمة 79.600 ليرة (8840 دولار في ذلك الوقت) بسبب أحداث بيزرت (المواجهة المسلحة التي دارت في جويلية 1961 بين القوات الفرنسية بالقرب من مدينة بنزرت والجيش التونسي).

في عام حرب استقلال الجزائر عام 1962، قدم الهلال الأحمر التركي مساعدات عينية إلى تونس من أجل اللاجئين الجزائريين، بقيمة بلغت نحو 175.551.20 ليرة تركية (19.505 دولار في ذلك الوقت).
وحول دور الهلال الأحمر التركي خلال العشر سنوات الماضية، أشار قنق إلى أن" المساعدات التركية وصلت إلى أكثر من نحو 80 دولة حول العالم

ويقول كرم قنق إن المساعدات التركية وصلت إلى أكثر من نحو 80 دولة حول العالم خلال العشر سنوات الماضية فقط.

مع ارتفاع عدد اللاجئين في مخيم شوشا جراء اندلاع ثورة ة 17 فبراير من عام 2011، والتي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي، أرسلت تركيا حملة مساعدات إنسانية تضمنت مواد مختلفة في قطاعات السكن والتغذية والصحة، لنحو 18 ألف لاجئ، من سكان المخيم الواقع في ولاية مدنين جنوبي تونس، على بعد 7 كيلومتر من معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا، فضلا عن دعم مادي وعيني لأنشطة إعادة التأهيل والإعمار.

يشار إلى أنه في عام 2014، أُعتبرت تركيا أكثر دول العالم إنفاقا في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي، إذ أنفق الهلال الأحمرنحو 1.6 مليار دولار، وهو ما يمثل 0021. من مجموع الناتج القومي التركي، وحلّت بعدها دولة الكويت، والتي أنفقت نحو 0020. من مجموع ناتجها القومي، وتلاها دولة لوكسمبورغ بتقديم نحو 0015. من مجمل ناتجها القومي، وخلال عام 2013 بلغ مجموع الدعم الإنساني المقدم من قبل جميع الدول نحو 22 مليار دولار.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın