الحياة

في إسبرطة التركية.. طريق للحج على خطى قديس وفيلسوف

رحلة حج عبر الطبيعة والتاريخ في "وادي الكتابات" بتركيا

Khadija Al Zogami  | 17.03.2017 - محدث : 17.03.2017
في إسبرطة التركية.. طريق للحج على خطى قديس وفيلسوف

Isparta

إسبرطة/ مراد يولجو/ الأناضول

يقدم وادي الكتابات في ولاية إسبرطة جنوب غربي تركيا، لزاوره رحلة عبر الطبيعة والتاريخ، حيث يتتبع المار به رحلة حج مسيحية كان أول من خطاها القديس بولس الرسول الذي مر به قبل حوالي ألفي عام، وتصحبه مقتطفات مكتوبة من قصيدة "عن الإنسان الحر" للفيلسوف الروماني ابكتيتوس.

يقع وادي الكتابات Yazılı Kanyon على نهر "غوكسو" في منطقة "شوتجولار" جنوب شرقي إسبرطة، على حدودها مع ولايات قونيا وأنطاليا وبوردور، وتحول عام 1989 إلى محمية طبيعية.

واكتسب الوادي اسمه من الأبيات المنقوشة على صخوره من قصيدة ابكتيتوس (55- 135)، والتي يعتقد أنها تعود إلى القرن الأول الميلادي، وطمست أجزاء منها وتعرضت للتخريب على مر العصور، وقام سنجار شاهين، العضو في مجلس حماية التراث الطبيعي والثقافي، بترجمة الأبيات من اليونانية إلى التركية والإنجليزية، وعلقت الترجمات إلى جانب الكتابات الأثرية.

ويحمل الوادي أهمية دينية لدى المسيحين، إذ أنه كان جزءا من رحلة القديس بولس الرسول، أحد أوائل المبشرين بالمسيحية، من أنطاليا إلى "يالفاج" في إسبرطة، ما جعله طريقا للحجاج المسيحيين.

وقال الأكاديمي التركي ورئيس حفريات مدينة " بيسيديا "الآثرية في يالفاج، محمد أوزهانلي، لمراسل الأناضول، إن بولس الرسول انطلق عام 46 بعد الميلاد من قبرص، ووصل إلى ميناء مدينة بيرج التاريخية التي تقع في ولاية أنطاليا الحالية، ومن ثم مشي في الطريق الذي يقع به وادي الكتابات إلى أن وصل إلى بيسيديا.

وأوضح أوزهانلي، أنه بعد إعلان بيسيديا مدينة مقدسة عام 325 للميلاد، أصبح الطريق الذي سلكه بولس الرسول مقدسا بدوره، وهكذا أصبح مئات المسيحيين يمشون من هذا الطريق سنويا، رغبة منهم في أن يصبحوا حجاجا، ولا يزال هذا مستمرا حتى اليوم.

وعن قصيدة الإنسان الحر، قال أوزهانلي إنها تتحدث عن أن الحرية الحقيقة تنبع من شخصية الإنسان وخصاله، وليس من كونه ولد لأبوين من الأحرار لا من العبيد، وتدعو الإنسان للحذر من أن يصبح عبدا لأهوائه.

ويلفت أوزهانلي إلى أهمية كلمات القصيدة النابعة من تجربة شخصية، حين أن ابكتيتوس ولد عبدا في مدينة هيروبوليس في القرن الأول الميلادي، ثم نُقل إلى روما في عهد الإمبراطور نيرون، واشتراه إيبافريودوتوس الذي كان عبدا سابقا، ثم أعتقه.

وأشار مدير فرع إسبرطة في مديرية المتنزهات الوطنية وحماية الطبيعة، حسن حسين أولتشار، أن الوادي يزوره أكثر من 10 آلاف شخص سنويا.

وبالإضافة إلى قيمته الأثرية والدينية، يسحر الوادي زائريه بطبيعته الخلابة، التي تجمع المياه الجارية بالمساحات الخضراء والأشجار والحيوانات البرية، ويمكن للزوار الاستمتاع بالطبيعة وتنفس عبق التاريخ أثناء مشيهم في المسارات المخصصة للمشي في الوادي والتي تمتد على طول كيلومترات.

كما يعد الوادي مكانا مناسبا لمراقبي الطيور، ولمتسلقي الجبال.


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.