الدول العربية

ليبي يروي تفاصيل اختفاء عائلات خرجت من "قنفودة" غرب بنغازي (مقابلة)

22.03.2017 - محدث : 23.03.2017
ليبي يروي تفاصيل اختفاء عائلات خرجت من "قنفودة" غرب بنغازي (مقابلة)

İstanbul

إسطنبول/محمد شيخ يوسف/ الأناضول

روى مواطن ليبي فقد معظم أفراد عائلته عقب خروجهم مع عائلات أخرى من منطقة قنفودة غرب مدينة بنغازي، حول مقتلهم، واختفاء عائلات والوضع السئ الذي عانوه، جراء حصار القوات التابعة لمجلس نواب طبرق التي يقودها خليفة حفتر.

وفي لقاء أجرته الأناضول مع علي حمزة، وهو ليبي يحمل الجنسية الكندية، أفاد أن والدته المسنة وإخوته الأربعة، قتلوا قبل أيامعلى يد قوات حفتر، أثناء خروجهم مع 7 عوائل أخرى من قنفودة، بالتزامن مع عاصفة رملية.

وعن الأحداث التي سبقت مقتل أفراد عائلته، قال حمزة "في 24 يناير (كانون ثان) خرجت أغلب العائلات من قنفودة إلى مناطق (سيطرة قوات) حفتر، بسبب الخوف والجوع، وسلموا أنفسهم أملاً في خروج آمن، كما قال لهم العالم".

"إلا أن قوات حفتر اقتادت النساء ونحو 50 رجلا إلى السجن، وقتلوا 4 منهم، فيما أطلقوا النساء قبل نحو 12 يوما"، بحسب حمزة.

و تابع "الجوع والعطش أصبح مأساة، إلى أن حصلت فرصة مع عاصفة رملية قبل 7 أيام، أخرج فيها المقاتلون العائلات إلى منطقة الصابري، وهي تحت سيطرة حفتر، حيث حصلت هناك مجزرة".

وبخصوص "المجزرة" التي فقد فيها حمزة عائلته، قال "نحو 7 عائلات قتلوا في الطريق بينهم أمي، وأختي فريحة وهي مهندسة، وأختي فايزة وهي طالبة طب، وأخي محمود وهو أب لستة بنات ويعمل مديرا بشركة الكهرباء الليبية، وأخي إبراهيم وهو تاجر عطور وإمام متطوع في مسجد".

وتابع مبيناً "المجزرة وقعت قبل أيام، وقتل فيها نحو 30 شخصا، وأثناء حدوثها كان يتواجد في السماء 4 أنواع طائرات لم ترحم العائلات، وكأن "مجموعة" هجمت عليهم وقتلتهم"، دون أن يوضح تفاصيل المجزرة.

حمزة كشف عن أسباب انحصار المجموعة "المسلحة"، في تلك المنطقة، حيث أفاد أن "قنفودة هي خارج بنغازي في الجنوب الغربي ومطلة على البحر".

وأردف أن "عائلات ومنها أسرته ذهبت لمكان بعيد، إذ كانت هناك عمارات قيد الإنشاء، بعيدة عن المعارك، إلا أن حفتر بدعم من قوى دولية بشكل غير شرعي، وصل إلى قنفودة التي يسيطر عليها مجلس ثوار بنغازي، فضرب عليها حصارًا، وحصل القتال بين "قوات" حفتر ومجلس ثوار بنغازي".

وأشار إلى أن "قوات حفتر ضيقت الخناق عليهم، فبدأت المأساة منذ تموز/يوليو الماضي، حيث منع الغذاء والماء والكهرباء، وفرض حصارا من جهة البحر، حتى لا تأتي إمدادات عسكرية أو غذائية".

كما بين أن "والدته (76 عاما) وإخوته (4) كانوا من بين سكان قنفودة، وهم مدنيون أرادوا الابتعاد عن مناطق سيطرة حفتر، حيث بدأوا يعانون من الحصار في آب/أغسطس الماضي، فيما قتلت الطائرات الأجنبية وطائرات حفتر 27 مدنيا، ومنذ أيلول/سبتمبر أصبح الطعام غير صالح للاستهلاك، ونفذ حليب الأطفال، والدواء في تشرين الأول/أكتوبر".

المواطن الليبي أشار إلى أنهم حاولوا إنقاذ المدنيين بقوله "اتصلنا مع المنظمات الدولية إلا أنهم عملوا ببطء بحجة التحقيق، وأصدروا تقاريرهم في تشرين الثاني/نوفمبر، بأنه لا طعام صالح لهم، وأصبح الموضوع إنسانيا، فيما أطلقنا حملة منتصف أيلول/سبتمبر لبيان الانتهاكات".

وكشف ان المتواجدين في المنطقة كانوا "حوالي 133 عائلة، بينهم 400 طفل، وهناك قتلى آخرون في قنفودة، حيث قصفوا مدرسة وعيادة، ومسجداً وبيوتًا لعائلات وهي جرائم حرب".

حمزة أشار إلى أنه "حصل اتفاق على خروج المدنيين بحرا إلى طرابلس، بوساطة نرويجية، إلا أن (المبعوث الأممي مارتن) غوبلر، وحفتر خانوا الاتفاق ليدفعوا العائلات لتسليم نفسها".

وتابع "الاتفاق وقع في 22 تشرين الثاني/نوفمبر بين مجلس ثوار بنغازي وممثل حفتر وبامضاء الأمم المتحدة".

المواطن الليبي أوضح أنهم "طلبوا من تركيا ان تساعد في إنقاذ العائلات، وطلب من الرئاسة التركية في رسالة مصورة، أن يشجعوا الخارجية (التركية)، ويدعموا (المبعوث التركي إلى ليبيا إمر الله) إيشلر، للقيام بدور يحمي العائلات من القتل، وتركيا فيها خير كثير، ولهذا جاءوا لها، ولم يذهبوا لبلد آخر".

وشدد على أنهم "سيبدأون بعمل قانوني حول ما حصل"، وسيكونون شاكرين لأي دعم يحصلون عليه من تركيا، حسب حمزة.

وفي يناير/كانون ثان الماضي، أعلنت القوات التابعة لمجلس النواب الليبي المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والتي يقودها خليفة حفتر، سيطرتها على كامل منطقة "قنفودة" غربي مدينة بنغازي (شرق) التي تعد أهم المناطق التي كان يتحصن فيها تنظيم "أنصار الشريعة"، و"كتائب الثوار الإسلامية".

منطقة قنفودة التي تعتبر المدخل الغربي لمدينة بنغازي كانت تشهد معارك مسلحة تخوضها قوات مجلس النواب ضد قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي"، وهو تحالف كتائب شاركت في إسقاط العقيد معمر القذافي عام 2011.


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın