السياسة, دولي

لتضييق الخناق على "داعش" وإيران.. وزير الدفاع الأمريكي يزور 5 حلفاء (تقرير)

ماتيس يزور السعودية ومصر وإسرائيل وقطر وجيبوتي ويبحث ملفات عدة في مقدمتها مواجهة تنظيم "داعش" ونفوذ إيران

19.04.2017 - محدث : 19.04.2017
لتضييق الخناق على "داعش" وإيران.. وزير الدفاع الأمريكي يزور 5 حلفاء (تقرير)

United States

واشنطن/ الأناضول

بدأ وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، مساء أمس، جولة تتضمن زيارة عدد من دول الشرق الأوسط وإفريقيا، وهي أول جولة له في المنطقة منذ أن تسلم مهامه، في يناير/ كانون ثان الماضي، وذلك لمناقشة ملفات عدة، على رأسها مواجهة تنظيم "داعش" ونفوذ إيران.

جولة ماتيس، ووفق بيان لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، تستمر بين الثامن عشر والثالث والعشرين من الشهر الجاري، وبدأت بالسعودية، مساء أمس، على أن يتوجه بعدها إلى مصر وإسرائيل وقطر وجيبوتي.

وبينما لم تشر "البنتاغون" سوى إلى مواعيد الزيارات والرغبة الأمريكية في لقاء كبار المسؤولين في هذه الدول، ركزت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية على أهداف الجولة والملفات المرجح مناقشتها.

** التنظيمات الإرهابية
وفق وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية فإن جولة مايتس على بعض حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط وإفريقيا تأتي ضمن توجه إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى العمل مع الشركاء الاستراتيجيين في هذه المنطقة لـ"مواجهة الأنشطة المزعزعة للاستقرار، وهزيمة التنظيمات الإرهابية المتطرفة".

وبخلاف الدول المعلن عنها في الجولة، قد تكون، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، هناك زيارات سرية (غير معلنة مسبقا) لوزير الدفاع الأمريكي إلى العراق وأفغانستان، لتفقد القوات الأمريكية المتمركزة هناك لمحاربة الجماعات الإرهابية.

الصحيفة أضافت أن ماتيس من المقرر أن يبحث، خلال جولته، ملفات إقليمية ودولية، على رأسها الحرب ضد تنظيم "داعش"، لاسيما في الجارتين العراق وسوريا، وسياسات ترامب تجاه كل من سوريا وحليفتها إيران.

ومنذ أكثر من ست سنوات، تدعم إيران نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، عسكريا وسياسيا في القتال ضد قوات المعارضة، والذي أودى حتى الآن بحياة ما لا يقل عن 310 آلاف شخص، أغلبهم مدنيون، وشرد الملايين، فضلا عن الدمار المادي الهائل، وفق منظمة الأمم المتحدة.

** دعم للسعودية في اليمن
وخلال لقائه المسؤولين السعوديين سيركز ماتيس، وفق وسائل إعلام أمريكية، على الحصول على ضمانات تسمح بتعزيز دور الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الدائرة في اليمن، لمواجهة مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم من قوات الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، الذين يتلقون دعما من إيران.

وبطلب من الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، تقود السعودية، جارة اليمن، تحالفا عربيا تدعمه واشنطن، ويشن، منذ 26 مارس/ آذار 2015، عملية عسكرية في اليمن؛ لمنع تحالف الحوثي وصالح من السيطرة على كامل البلد، بعد أن سيطر على محافظات، في مقدمتها صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014.

وذكرت "واشنطن بوست" أن الدور المرتقب لواشنطن في اليمن سيكون عبر زيادة دعم الحلفاء الخليجيين بهدف التصدي لإيران، التي تمثل قلقا استراتيجيا للسعودية، أكبر دول الخليج العربي.

وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربي إيران بتهديد أمن المنطقة، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، منها البحرين واليمن والعراق وسوريا ولبنان، وهو ما تنفيه طهران.

وفسر ماتيس استهلال جولته بزيارة السعودية بقوله في الرياض، مساء أمس، إن المملكة "تمثل ركنا من أركان أمان الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة".

وأضاف أنه سيلتقي، اليوم الأربعاء، ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين، لبحث ملفات منها، سبل بلوغ حل سياسي للحرب الأهلية الدائرة في اليمن منذ أكثر من سنتين.

وحصدت هذه الحرب حتى الآن أرواح قرابة سبعة آلاف شخص، وأصابت ما يزيد عن 35 ألف بجراح، وشردت أكثر من ثلاثة ملايين من أصل حوالي 27.4 مليون نسمة، فضلا عن دمار مادي كبير، بحسب الأمم المتحدة، التي حذرت، الشهر الماضي، من أن ثلث محافظات اليمن الـ22 باتت على شفير المجاعة.


** سيناء وفلسطين
وبالنسبة لزيارة وزير الدفاع الأمريكي لمصر رجحت وسائل إعلام أمريكية أن تكون قائمة على دعم القاهرة في حربها ضد الجماعات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، لاسيما جماعة "ولاية سيناء" التابعة لـ"داعش"، وذلك عبر إظهار الثقة الأمريكية في القرارات المصرية.

وكذلك من المنتظر أن يبحث ماتيس مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، القضية الفلسطينية.

وتأتي زيارة ماتيس لمصر في أعقاب إعلان "داعش" مسؤوليته عن تفجيرين استهدفا كنيستين في محافظتين شمالي مصر، في التاسع من الشهر الجاري؛ ما أسقط 45 قتيلا و125 جريحا، خلال احتفالات الأقباط بأعياد القيامة.

** نقل السفارة
أما فيما يتعلق بزيارة وزير الدفاع الأمريكي الرسمية الأولى إلى إسرائيل، فذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أنه سيجتمع مع كل من الرئيس الإسرائيلي، ريوفين ريفلين، ورئيس الوزراء، بينيامين نيتنياهو، ووزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، في محاولة لـ"إيجاد طرق جديدة لمواجهة الجماعات الإسلامية المتطرفة".

وأفاد موقع "ذا ميديا لاين" الأمريكي بأن المسؤولين في تل أبيب سيتطرقون خلال لقائهم مع ماتيس إلى وعود ترامب خلال حملته الانتخابية بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.

وحذر مسؤولون فلسطينيون وعرب آخرون من تداعيات لنقل المحتمل للسفارة، إذ إن هذه الخطوة ستعني اعترافا أمريكيا بالقدس "عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل"، وهو ما لا تعترف به الأمم المتحدة، ويرفضه الفلسطينيون، الذين يطالبون بدولة على حدود عام 1967، عاصمتها مدينة القدس الشرقية.

وسيشارك ماتيس، وفق "البنتاغون"، في مراسم وضع إكليل من الزهور فى مركز "ياد فاشيم"، غربي القدس، لتخليد ذكرى اليهود الذي لقوا حتفهم إبان الحرب العالمية الثانية (1945-1949).

** قواعد أمريكية
وبالأساس، تهدف زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى كل من قطر وجيبوتي إلى تفقد القواعد العسكرية الأمريكية في الدولتين، بحسب تقارير إعلامية أمريكية.

وبررت "أسوشيتيد برس" زيارة ماتيس لجيبوتي، الواقعة في منطقة القرن الإفريقي، بأنها حليف جديد لواشنطن، وتقلع منها طائرات حربية أمريكية بدون طيار تنفذ مهمات حساسة في اليمن والصومال.

وإضافة إلى الحرب بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي وصالح، ينشط في اليمن تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، فيما تنشط في الصومال حركة "الشباب"، وكلاهما تتبنى تفسيرا متشددا للشرعية، وتقاتل الحكومة، وتعادي الولايات المتحدة الأمريكية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.