الدول العربية

في الذكرى الخمسين لاحتلال القدس... احتفالات إسرائيلية واسعة

تحت مسمى "تحرير القدس"

24.04.2017 - محدث : 24.04.2017
 في الذكرى الخمسين لاحتلال القدس... احتفالات إسرائيلية واسعة صورة أرشيفية

Quds

القدس/هنادي قواسمي/الأناضول -

تُنظم في إسرائيل، هذا العام احتفالات على مستوى واسع بمناسبة الذكرى الخمسين لاحتلال الجزء الشّرقي من مدينة القدس، في يونيو 1967، وهو ما يعرف عربيّا بذكرى "النكسة".

وقد افتتحت سلسلة الاحتفالات هذه رسمياً في 27 ديسمبر/كانون أول 2016 داخل الموقع الاستيطاني المسمى "مدينة داود" في سلوان (حي عربي بالقدس)، واعتبر ذلك أولى الاحتفالات الرسمية بالذكرى الخمسين لاحتلال القدس.

وقد تخلل الحفل حينها إعلان وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريجيف عن الانتهاء من الحفريات الإسرائيلية للكشف عن النفق، الذي يعتقد أنه كان يصل بين شمالي سلوان والمسجد الأقصى، في فترة حكم النبي داود، وذلك على حد زعم الرواية الإسرائيلية.

وستبلغ الاحتفالات ذروتها يوم 24 مايو/أيار 2017، والذي يصادف ما يُعرف إسرائيلياً بـ"يوم القدس".

وكانت لسلسلة الاحتفالات هذه بوادر العام الماضي، على مستوى طلاب المدارس الإسرائيلية، فقد أعلن وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينت في فبراير/شباط 2016، أن العام الدراسي 2016\2017 سيكون "عام الاحتفال بتوحيد القدس".

وقال في ذلك الوقت:" من القدس بدأ تاريخنا، ومنها نستقي قوّتنا، خاصّة في الأيام الصعبة".

ويشمل العام الدراسي الإسرائيلي، وفقاً لهذه الخطة زيادة وتكثيف الحصص الدراسية المخصصة للحديث عن تاريخ القدس وجغرافيتها وإرثها من وجهة النظر الإسرائيلية، وذلك بدءاً من الصفوف الابتدائية حتى الثانوية.

ولأجل ذلك أصدرت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، وعدد من المؤسسات الثقافية والتربوية الإسرائيلية، كراسات وبرامج تدريسية مقترحة للمعلمين لتمريرها للطلاب تحت شعار "توحيد القدس".

ليس هذا فحسب، بل أطلقت الوزارة موقعاً إلكترونياً متخصصاً جمعت فيه كلّ الأدوات والمواد التعليمية اللازمة لمساندة المعلمين ومساعدتهم في تحقيق هدف تثقيف الطلاب حول القدس، من وجهة نظر إسرائيلية.

إضافة إلى ذلك، يقع ضمن هذه الخطة زيادة عدد طلاب المدارس الإسرائيليين الذين يصلون في رحلات مدرسية إلى القدس.

أما البلدية الإسرائيلية في القدس، فقد أعلنت مطلع الأسبوع الجاري بأنها سترفع في شوارع المدينة المختلفة أكثر من 10 آلاف علم، وذلك 3 أضعاف ما كانت ترفعه عادة في مثل هذه المناسبات الإسرائيلية.

بالإضافة إلى ذلك، سترفع أعلام إسرائيلية ضخمة على مختلف مداخل المدينة، وفي الطرق الرئيسية.

كما أن مختلف النشاطات والفعاليات العامة التي تنظمها السلطات الإسرائيلية، هذا العام اتخذت من الذكرى الخمسين لاحتلال القدس شعاراً لها.

وعلى سبيل المثال، نظمت البلدية الإسرائيلية "ماراثون القدس"، الشهر الماضي تحت شعار "الاحتفالات الخمسين بتوحيد القدس".

كما نظمت عددا من المؤتمرات العالمية والمحلية التي عقدت تحت نفس الشعار، مثل "مؤتمر الحاخامات العالمي"، وغيره.

*الإصرار على تعبير "تحرير القدس"

وأمام الاجتماع الحكومي الأسبوعي، مطلع الشهر الماضي، عرضت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريجيف، وهي الوزيرة المسؤولة عن مختلف الاحتفالات، الشّعار الذي أشرفت وزارتها على تصميمه ليكون الشّعار الرسميّ للاحتفالات بمرور خمسين عاماً على احتلال شرقي القدس.

ويتألف الشعار من الرقمين خمسة وصفر بحجم كبير.

وقد رُسم الرقم خمسة على شكل أسد، والأسد هو شعار البلدية الإسرائيلية، وبجانب الأسد تظهر أوتار جيتار، وهي ترمز إلى النبي داود عليه السلام، وفقاً للرؤية اليهودية.

أما الرقم صفر، قد رسمت بداخله أسوار البلدة القديمة للقدس، وعلم إسرائيل.

وفي معرض شرحها أمام الحكومة عن دلالات الشعار، قالت الوزيرة ريجيف، بأن الرقم خمسة يُمثل بشكل رمزي الخطّ الزمني لتاريخ القدس: من الملك داود وحتى وحدة المظليين رقم 55"، وهي الوحدة التي احتلت القدس خلال حرب 1967، واقتحمت بلدتها القديمة من جهة باب الأسباط، ومن ثم المسجد الأقصى، حيث قال أحد جنودها العبارة التي ترددت بعدها كثيراً على ألسنة الإسرائيليين: "جبل الهيكل بأيدينا".

وفي أسفل الرسم كتبت العبارتان: "50 عاماً على تحرير القدس"، "القدس موّحَدة وموّحِدة".

وعدا عن مناسبته الاحتفالية، فإن هذا الشعار سيستخدم على مدار عام كامل جنباً إلى جنب الشعارات الرسمية الأخرى على كلّ المراسلات الحكومية الإسرائيلية وعلى مواقع الإنترنت الحكومية ومواقع السفارات الإسرائيلية في العالم.

يذكر أن التصميم الأولي للشعار حمل العبارة "50 عاماً على توحيد القدس"، وهو التعبير الذي دأبت الحكومات الإسرائيلية على استخدامه في مثل هذا الاحتفال كلّ عام.

إلا أن الوزيرة ريجيف وبصفة وزارتها المسؤولة عن تنظيم مختلف الاحتفالات بهذه المناسبة، أصرت أن يتم تغيير التعبير "توحيد"، ليصبح "تحرير"، معتبرة أن احتلال القدس عام 1967 كان تحريراً لها من يد "المحتلين".

وعادة ما يستخدم في الخطابات والإعلانات الإسرائيلية الرسميّة التعبير "توحيد" عند الحديث عن احتلال شرقي القدس عام 1967، وذلك في إشارة أنه بعد هذا الاحتلال تم "توحيد" الجزء الشرقي مع الجزء الغربي، الذي سبق احتلاله عام ،1948 تحت السيادة الإسرائيلية.

وسيمثل يوم 24 مايو/أيار 2017 يوم الذروة بالنسبة للاحتفالات الإسرائيلية بالذكرى الخمسين هذا العام، إذ يصادف هذا اليوم ما يُعرف إسرائيلياً بـ"يوم القدس".

و"يوم القدس" الإسرائيلي هو مناسبة سنوية يتم الاحتفال بها منذ العام 1968، ويتم تحديد موعده وفقاً للتقويم العبري، بتاريخ 28 من الشهر الثامن في السنة العبرية، والذي صادف صباح السابع من حزيران 1967، وهو اليوم الذي احتلت فيه القدس.

وقد تمت مأسسة هذه المناسبة في العام 1980 عندما سن القانون الإسرائيلي "القدس عاصمة إسرائيل"، والذي أعطى هذه المناسبة صفة "العيد الوطنيّ".

وتشمل احتفالات هذا اليوم مسيرات ضخمة يشارك فيها المستوطنون بشكل خاص، من أبناء التيار القومي الديني، وينطلقون من مركز غرب القدس مروراً بباب العامود والحارات الفلسطينية وصولاً إلى حائط البراق.

في المقابل، تقيد الشرطة الإسرائيلية حركة الفلسطينيين وتنقلاتهم في هذا اليوم، وتقمع أية مظاهرات مناهضة للاحتلال ينظمونها قبالة باب العامود.

يذكر أن الحكومة الإسرائيلية قد صادقت بتاريخ 9 أبريل/نيسان الجاري، على تخصيص 10 ملايين شيكل (2.7 مليون دولار) لتمويل الاحتفالات الخاصة بالذكرى الخمسين لاحتلال الضفة الغربية وهضبة الجولان.

وقد قدم هذا المقترح كل من وزير التربية والتعليم نفتالي بينت، ووزيرة الثقافة ميري ريجيف، وستقدم كل وزارة 5 ملايين شيكل.

كما أن الحكومة صادقت في الأول من يناير/كانون ثاني هذا العام على قانونية جمع التبرعات لأجل تمويل الاحتفالات الإسرائيلية بمرور 70 عاماً على إقامة دولة إسرائيل، والتي ستصادف ذكراها العام المقبل 2018.





الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın