الدول العربية

صخور "عرسال".. من ساحة معارك بلبنان إلى إعمار محتمل بسوريا

في ضجة الأحداث الأخيرة بين "حزب الله" ومجموعات سورية مسلّحة، تصدّرت "جرود عرسال" اللبنانية مشهدًا ارتبط بقضايا أمنية وأخرى سياسية؛ لكن ثمّة وجه آخر اشتهرت به قبل 2011.

19.08.2017 - محدث : 20.08.2017
صخور "عرسال".. من ساحة معارك بلبنان إلى إعمار محتمل بسوريا

Lebanon

بيروت/ جهاد بحلق، ربيع دمج / الأناضول

في ضجة الأحداث الأخيرة بين "حزب الله" ومجموعات سورية مسلّحة، تصدّرت "جرود عرسال" اللبنانية مشهدًا ارتبط بقضايا أمنية وأخرى سياسية؛ لكن ثمّة وجه آخر اشتهرت به قبل 2011.

البلدة الواقعة بمحافظة البقاع (شرق) التي يقطنها 40 ألف لبناني، ذاع صيتها قبل 2011 في حقل مختلف، إذ اشتهرت بصخرها الصلب الذي كان يُصدّر إلى أهم دول العالم وتحديدا للخليج، بكميات كبيرة لبناء المشاريع.

ناهيك عن أن 90% من الأبنية والعمارات في لبنان، اعتمدت في بنائها على صخر "عرسال" المميّز بلونه الأبيض الناصع، والذي لا يتأثر بعوامل الطقس والزمن؛ لذا فإن الإقبال عليه كبير.

و"عرسال" بلدة تقع شرق لبنان على الحدود السورية، تأثرت جرودها الشاسعة التي تصل مساحتها نحو 300 كلم، بالأحداث التي تشهدها سوريا منذ 2011.

وبعد العام 2012، بلغت خسائر البلدة في قطاع الصخور، 150 مليون دولار أمريكي، بسبب توقّف الكسّارات (آلات تكسير الصخور) وتعطُّل حركة التصدير.

مصطفى الحجيري، صاحب مقلع صخر عرسال، يقول في حديثه للأناضول، إن عدد المقالع (أماكن استخراج الصخور) الموجودة في جرود عرسال يصل إلى 500.

ويضيف أن "دول الخليج كانت تتسابق على شحن كميات كبيرة من صخور عرسال التي نافست جدّيا صخور العالم قبل 2011، بما فيها إيطاليا".

الحجيري مؤمن بأن هدوء الأوضاع الأمنية في بلدته الحدودية مع سوريا، سينعكس إيجابًا على تنشيط تجارة الصخور.

"عودة الهدوء ستساهم تلقائيًا في بناء علاقة تجارية مع الدولة المجاورة (سوريا) لإعادة بناء مدنها"، يقول الحجيري.

وكمخرج للأزمة، قد يلجأ كما أصحاب المقالع في البلدة بالدخول في مناقصات لبيع الصخور إلى سوريا، كونها البلد الأقرب لهم.

ويزيد الحجيري القول "أسعارهم هي الأوفر ولا تتطلب تكاليف نقل وجمارك".

ويتحدث عن الوضع الاقتصادي قبل أحداث "عرسال"، فيقول إن الدخل الشهري لأصحاب المقالع والعاملين فيها "كان يكفيهم للعيش بكرامة".

ويستطرد صاحب مقلع الصخور إن نسبة البطالة باتت تفوق 60% بسبب الأوضاع الأمنية التي سادت البلدة منذ سنة 2012.

و"عرسال" من أكبر بلدات منطقة بعلبك الهرمل (قضاء كبير في محافظة البقاع)، إذ تمتد على مسافة 400 كيلومتر مربع (300 كلم مساحة الجرود).

وهي بلدة معزولة نسبيًا، تشتهر بمعالم تاريخية بسبب قربها من التلال، وتُعرف بآثارها القديمة وبقايا القصور والحصون.

وتتوزع في أرجاء البلدة بقايا مصاطب ومقابر تعود في تاريخها إلى عصور هجرة بعض القبائل العربية التي استوطنت المنطقة قبيل العصر الروماني.

ويعمل نحو 60% من سكان عرسال في استخراج الصخور، والزراعة والتجارة.

وفي يوليو/تموز الماضي، شهدت منطقة جرود بلدة عرسال معارك بين "حزب الله" اللبناني ومجموعات سورية مسلحة، أبرزها جبهة "تحرير الشام" (اندمجت فيها "جبهة النصرة" بعد حل نفسها)، استمرت عدة أيام.

وتوقفت المعارك قبل أن يعلن الطرفان نهاية الشهر ذاته صفقة تبادل أسرى ومدنيين، تحت إشراف مدير جهاز الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم.

والأربعاء الماضي، استعاد الجيش اللبناني (لم يشارك مباشرة في المعارك)، السيطرة على عدة تلال استراتيجية في جرود رأس بعلبك على الحدود مع سوريا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın