دولي, التقارير

إسرائيل و"ميانمار"... تحالف وثيق وقديم (إطار)

إسرائيل ترفض وقف بيعها السلاح رغم الإدانات وجرائم الحرب التي ترتكبها

02.10.2017 - محدث : 02.10.2017
إسرائيل و"ميانمار"... تحالف وثيق وقديم (إطار) flag-slash

Quds

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

فيما كان المجتمع الدولي يوجه الانتقادات إلى النظام في ميانمار، لارتكابه الجرائم ضد مسلمي الروهنغيا، كانت الحكومة الإسرائيلية تعلن عن دخول "اتفاق للترويج المتبادل وحماية الاستثمارات" بين البلدين، حيز التنفيذ. 

ففي 20 أيلول/سبتمبر 2017، نشرت السفارة الإسرائيلية في ميانمار بيانا صحفيا بدخول الاتفاق بين البلدين حيز التنفيذ. 

وأشار البيان إلى دخول اتفاق موّقع بين البلدين قبل عامين، وتحديدا في 5 أكتوبر/تشرين أول 2015، لتعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة حيز التنفيذ، بدءا من 5 سبتمبر/أيلول 2017.

وقال البيان، الذي اطلع عليه مراسل وكالة الأناضول:" الاتفاق يشجع استثمار المزيد من رجال الأعمال والشركات من كلا البلدين في البلد الآخر، وتوسيع مستوى التجارة الثنائية، والمساهمة في تطوير القطاع التجاري والاقتصاد الوطني". 

وليس هذا الاتفاق هو الأسوأ بين الدولتين، وإنما بيع إسرائيل السلاح للنظام، رغم دعوات المقاطعة الدولية.

وليس ثمة ما يكشف الأسلحة التي باعتها إسرائيل إلى النظام العسكري في ميانمار، ولكن منظمات إسرائيلية مناهضة لبيع الأسلحة إلى ميانمار كشفت عن بعض التفاصيل.

وقالت منظمة "التحالف" الإسرائيلية أو "حموشيم" بالعبرية التي تنشط في العمل ضد بيع الأسلحة لأنظمة دكتاتورية إن "دولة إسرائيل تستغل الآن الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الأسلحة في بورما، لتوقيع صفقات الأسلحة مع الحكومة البورمية". 

وأضافت في منشور على صفحتها في موقع "فيس بوك":" قامت دولة إسرائيل ببيع سفن حربية، بنادق ودربت وحدات خاصة في ميانمار". 

وتابعت:" بالتالي فإن دولة إسرائيل شريكة في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وهي تقوّض جهود الاتحاد الأوروبي الرامية إلى وقف العنف هناك"، داعية إلى "فرض جزاءات على دولة إسرائيل إذا رفضت الالتزام بمطلب وقف بيع السلاح إلى النظام". 

**علاقات قديمة ووثيقة


ولا تخفي إسرائيل ولا النظام في ميانمار، تنامي العلاقات بين البلدين والزيارات المتبادلة لمسؤولين عسكريين من البلدين، إذ وثّق البلدان هذه الزيارات وبالصور في عامين 2015 و2016 والتي تمت الإشارة فيها جميعا إلى التعاون بين جيشي البلدين. 

وساهمت هذه الصور والمنشورات في الكشف لاحقا عبر التماس قدمه نشطاء حقوقيون إسرائيليين إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، عن بيع إسرائيل السلاح إلى نظام ميانمار.

ففي الثامن والعشرين من يونيو/حزيران 2016 نشر قائد جيش ميانمار، الجنرال مين أونغ هلاينغ، صورة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لاستقباله مدير وحدة التعاون الدولي في وزارة الدفاع الإسرائيلية ميشيل بن باروخ. 

وكتب عن الاجتماع في مقره إنهما "تبادلا بصراحة وجهات النظر حول تعزيز التعاون في العلاقات الودية والدفاع بين القوات المسلحة للبلدين ". 
(لمزيد من المعلومات، انظر:
https://www.facebook.com/seniorgeneralminaunghlaing/photos/a.698644213503403.1073741828.698627660171725/1253337571367395/?type=3&theater )

وسبق ذلك، وتحديدا في شهر سبتمبر/أيلول زيارة قام بها الجنرال مين أونغ هلاينغ إلى إسرائيل.

ويذكر هلاينغ إنه قام بهذه الزيارة، التي بدأت في 5 سبتمبر/أيلول 2015، تلبية لدعوة رسمية من وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه يعالون.

ويلفت أن بلاده اعترفت بإسرائيل واتفقت على إقامة علاقات دبلوماسية معها في 5 كانون أول/ديسمبر 1949 أي بعد عام ونصف على الإعلان عنها في 14 مايو/ايار 1948. ثم قامت بافتتاح سفارة لها في تل أبيب في العام 1955، فيما تم افتتاح سفارة إسرائيلية في ميانمار في العام 1957.

وقال هلاينغ إن الهدف من الزيارة هو "فتح فصل جديد من العلاقات العسكرية الثنائية بين البلدين". 

وأضاف هلاينغ إنه سيجري خلال الزيارة "محادثات حول الصداقة والتعاون بين كلا الجيشين مع مسؤولين حكوميين وعسكريين إسرائيليين". 

وتابع دون مزيدا من الإيضاح إنه سيزور "أماكن ذات أهمية وسيدري الصناعات الثقيلة". 

(لمزيد من المعلومات، انظر: https://www.facebook.com/IsraelinMyanmar/posts/879502148784523 )

ويتضح لاحقا أن الحديث كان يدور عن الاطلاع على صناعات عسكرية إسرائيلية.

فقد قال أونغ هلاينغ إنه في 8 سبتمبر/أيلول 2015 زار شركة إسرائيل لصناعات الطيران في مدينة تل أبيب (وسط).

وذكر أن بعد استقبال رئيس شركة إسرائيل لصناعات الطيران جوزيف فايس للوفد، فإنه تم عرض حاسوب لسيناريو حرب بتقنية ثلاثية الأبعاد.

وقال أونغ هلاينغ إنه وجّه في زيارته هذه، عددا من الاستفسارات، ثم قام بجولة في شركة إسرائيل لصناعات الطيران.

(لمزيد من المعلومات، انظر:
https://www.facebook.com/seniorgeneralminaunghlaing/photos/p.1073994732635014/1073994732635014/?type=1&theater )

ولاحقا في العاشر من سبتمبر/أيلول التقى أونغ هلاينغ مع الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين في مكتبه في القدس الغربية.

ونقل عن الرئيس الإسرائيلي قوله في اللقاء "إن ميانمار كانت صديقة جيدة لإسرائيل منذ فترة طويلة، متحدثا بأفضل الطرق عن العلاقات بين البلدين والشعبين والحكومتين". 

وبدوره، فقد لفت أونغ هلاينغ إلى أنه سيلتقي مع وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ويزور بعض الصناعات الإسرائيلية. 

وقال أونغ هلاينغ:" سنواصل التعاون بين البدين وبين الجيشين". 

(لمزيد من المعلومات، انظر:
https://www.facebook.com/IsraelinMyanmar/posts/881383815263023

آنذاك، كتبت القناة السابعة التابعة للمستوطنين الإسرائيليين، إن الزيارة تمت في وقت كانت فيه ميانمار تخضع لعقوبات من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، بسبب حكم المجلس العسكري القاسي الذي فرض على البلاد". 

وأضافت:" على الرغم من الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي، تقوم إسرائيل ببيع أسلحة إلى ميانمار منذ عقود، بما في ذلك صواريخ جو-جو ومدافع من عيار 155 ملم". 

وسبق هذه الزيارة استقبال أونغ هلاينغ في مقره في 19 مارس/اذار 2015 السفير الإسرائيلي في ميانمار دانيال زونشين.

وبحسب وسائل الإعلام في ميانمار فقد تم في الاجتماع "تعزيز العلاقات بين الجيشين". 

(لمزيد من المعلومات، انظر: http://www.globalnewlightofmyanmar.com/senior-general-min-aung-hlaing-receives-israeli-ambassador/ )

ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع ميليشيات بوذية، جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة، أسفرت عن مقتل آلاف وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء، حسب ناشطين محليين. 

وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن عدد مسلمي الروهنغيا الفارين إلى بنغلاديش، من إقليم أراكان ارتفع إلى نحو 500 ألف شخص.

وفي 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، دعت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" الحقوقيتان الدوليتان، مجلس الأمن للضغط على حكومة ميانمار لوقف التطهير العرقي بحق الروهنغيا. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.