دولي, التقارير

خبيران إيرانيان: سياسات طهران أقرب لأرمينيا من أذربيجان (تقرير)

- السلطات الإيرانية منعت الأتراك في بلادها من تنظيم احتجاج ضد اعتداء الجيش الأرميني على أذربيجان - طهران تحمي التظاهرات السنوية بمناسبة ما يسمى بـ "الإبادة الأرمنية"

26.07.2020 - محدث : 26.07.2020
خبيران إيرانيان: سياسات طهران أقرب لأرمينيا من أذربيجان (تقرير)

Istanbul

إسطنبول/ عبد السلام بور/ الأناضول

- السلطات الإيرانية منعت الأتراك في بلادها من تنظيم احتجاج ضد اعتداء الجيش الأرميني على أذربيجان
- طهران تحمي التظاهرات السنوية بمناسبة ما يسمى بـ "الإبادة الأرمنية"
- الدكتور فرزاد صامدلي: إيران تتقرب من أرمينيا، وتمارس الضغوط على أذربيجان
- الدكتور أفشار سليماني: اعتداء أرمينيا على إقليم قره باغ انتهاك لاتفاقية وقف إطلاق النار


انتقد خبراء إيرانيون سياسة بلادهم إزاء قضية إقليم "قرة باغ" المحتل من قِبل القوات الأرمينية، والاكتفاء بإطلاق الشعارات فقط فيما يتعلق بـ "احترام وحدة وسيادة الأراضي الأذربيجانية"، تزامناً مع اتباع طهران سياسة التقارب مع أرمينيا، منذ ما يقارب 40 عاماً.

وكان من اللافت في هذا الإطار، منع السلطات الإيرانية، الأتراك في بلادها من تنظيم احتجاج ضد اعتداء للجيش الأرميني بالمدفعية، استهدف القوات الأذربيجانية في منطقة "توفوز" الحدودية، يوم 12 يوليو/ تموز الجاري.

في المقابل، تقوم السلطات الإيرانية نفسها، بحماية التظاهرات التي تشهدها العاصمة طهران سنوياً، بمناسبة المزاعم حول "الإبادة الأرمنية".

وفي 12 يوليو/ تموز الجاري، تصاعد التوتر مجددا، بين أذربيجان وأرمينيا، عقب إعلان وزارة الدفاع الأذربيجانية، تسجيل اعتداء للجيش الأرميني بالمدفعية، استهدف قواتها في منطقة "توفوز" الحدودية.

وأكدت الوزارة أنها ردت بالمثل على النيران الأرمينية، وأوقعت خسائر في صفوفها وأجبرتها على التراجع.

وأسفرت الاشتباكات، خلال الأيام الأخيرة، عن استشهاد 12 عسكريًا من أذربيجان، ومقتل العشرات من الجنود الأرمينيين، بحسب مصادر أذربيجانية.

وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، وهي تضم إقليم "قره باغ" (5 محافظات)، و5 محافظات أخرى (غرب)، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".

*** إيران أقرب إلى أرمينيا

يقول الدكتور فرزاد صامدلي، الخبير الإيراني في العلاقات الدولية للأناضول، إن طهران "تتبع سياسات أقرب ما تكون إلى أرمينيا، منها إلى أذربيجان".

ويوضح صامدلي، أن إيران "تتبع هذه السياسات منذ عهد وزير خارجيتها الأسبق علي أكبر ولايتي الذي تولى منصبه عام 1981 وظل فيه 16 عاما".

ويلخص تلك السياسات "بتقرب طهران لأرمينيا، وممارسة الضغوط على أذربيجان".

ويشير الخبير الإيراني، إلى أن "وجهة النظر هذه، هي سياسة الدولة الإيرانية بشكل عام، ولم تكن مقتصرة على عهد علي أكبر ولايتي فقط".

*** سياسات إيران تضر بشعبها

ويرى صامدلي، أن "سياسات إيران حول إقليم قره باغ لا تراعي المصالح القومية للبلاد، بل تقوم على أساس عرقي، وممارسات متناقضة فيما بينها"، معتبرا أن "الجهة الأكثر تضررا من هذه السياسات هي الشعب الإيراني".

ويشدد على أن "إشارة طهران بين الحين والأخر إلى ضرورة احترام وحدة أراضي الجمهورية الأذربيجانية، تتناقض مع سياساتها على أرض الواقع".

ويلفت صامدلي، إلى أن إيران "تعاتب أذربيجان بسبب إقامتها علاقات مع إسرائيل، إلا أنها لا تتبع الأسلوب ذاته مع أرمينيا".

ويضيف أن "انزعاج طهران في هذا الخصوص، هو بسبب خشيتها من نهضة وتنمية أذربيجان أكثر من انزعاجها لوجود علاقات بين باكو وتل أبيب".

ويشير صامدلي، إلى أن "تحقيق أذربيجان للنهضة والتنمية من شأنه أن يجعل من الأخيرة مركز جذب بالنسبة لأتراك إيران".

*** اتباع نهج تركيا تجاه الأزمة

أكدت تركيا منذ بداية الأزمة الأذربيجانية الأرمينية الوقوف بجانب أذربيجان الصديقة والشقيقة، في مواجهة موقف أرمينيا العدواني.

ويقول الدكتور أفشار سليماني، الخبير في العلاقات الدولية والسفير الإيراني السابق لدى باكو، إن "اعتداء أرمينيا على إقليم قره باغ، يعد انتهاكا لاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة عام 1994 لدى مجلس الأمن الدولي بمبادرة من مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".

ويشدد سليماني، على "ضرورة اتباع طهران نهج دول إسلامية مثل تركيا وباكستان، في بذل جهود لإخراج أرمينيا من أراضي إقليم قره باغ التي تحتلها، بما يتوافق مع الاتفاقيات الدولية ومطالب الأتراك الإيرانيين".

ويخلص سليماني، إلى أنه "لا يمكن لإيران التهرب من الأزمة الأرمينية الأذربيجانية عبر الاكتفاء بتصريحات تدعو لاحترام وحدة أراضي الأخيرة فقط".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın